تكريم استثنائي للبروفيسورة حكيمة حميش: حياة من الشجاعة والعدالة والمقاومة

في يوم 13 ماي 2025، خلال القمة العالمية الثالثة حول الملكية الفكرية والوصول إلى الأدوية التي نظمت بمراكش بشراكة مع الائتلاف العالمي للاستعداد للعلاج بمنطقة شمال افريقيا والشرق الاوسط ، خيّمت لحظة من التأثر العميق على الحضور. فقد تم تقديم تكريم استثنائي للبروفيسورة حكيمة حميش، أيقونة النضال من أجل الصحة والعدالة الاجتماعية في المغرب، وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بل وأكثر من ذلك.

افتتح الصحفي أمين بوسحابة هذه اللحظة، متحدثًا بتأثر عن مساره كناشط والذي تَشكّل منذ بدايته إلى جانب حكيمة. وقال: «هذا المساء، لا نحتفي فقط بشخصية عظيمة. إننا نكرّم حياة قادها شجاعة استثنائية، وحب راديكالي للعدالة، ووفاء لا يتزعزع لكرامة الإنسان.»

تناوب على الكلمة كل من عثمان ملوك، نادية رفيف، والناشط الشاب عثمان مراكشي من الائتلاف العالمي للاستعداد للعلاج بمنطقة شمال افريقيا والشرق الاوسط. شهاداتهم، التي جمعت بين الجانب الشخصي والسياسي، رسمت صورة لامرأة استثنائية: امرأة واجهت أصحاب النفوذ، ونددت بالظلم، ورافقت جيلًا كاملًا في أصعب المعارك – وعلى رأسها تلك المتعلقة ببراءات الاختراع والقوانين التجارية التي تحرم ملايين الأشخاص من الأدوية المنقذة للحياة.

الدكتورة حكيمة حميش، طبيبة مختصة في الأمراض المعدية ومؤسسة جمعية مكافحة السيدا ، أول جمعية من نوعها في العالم العربي، كانت رائدة في جميع المعارك المرتبطة بالوصول إلى العلاج. وفي مداخلتها التي حملت عنوان «التذكّر من أجل مقاومة أفضل»، أعادت بقوة ووضوح استحضار اللحظات المفصلية لهذا النضال: من بداياتها في مصلحة استشفائية فقيرة بالدار البيضاء، إلى الحملات الأولى من أجل مضادات الفيروسات، مرورًا بإلغاء الضرائب على الأدوية ورفض الاتفاقيات التجارية غير العادلة.

أكدت أن معركة الوصول إلى العلاج ليست مسألة تقنية، بل هي قضية إنسانية وسياسية بامتياز. وقالت بثقة ثابتة: «لا أحد يجب أن يموت لأن العلاج موجود لكنه غير متاح.»

لكن، أكثر من الاستراتيجيات والانتصارات السياسية، كانت قوّتها الأخلاقية، ووفاؤها للفئات الأكثر تهميشًا – من مستعملي المخدرات، والأقليات الجنسية، والعاملات/ين في الجنس، والمهاجرين/ات – هي ما ترك أعمق الأثر في النفوس. وقالت نادية رفيف: «حبّها هو فعل سياسي. فعل مقاومة.»

وكان التصفيق الحار الذي تلا خطابها أكثر من مجرد تكريم: كان وعدًا جماعيًا. وعدًا بعدم النسيان، بالاستمرار في النضال، وبنقل الشعلة.

في الائتلاف العالمي للاستعداد للعلاج بمنطقة شمال افريقيا والشرق الاوسط، نشعر بالفخر لاعتبار البروفيسورة حكيمة حميش من بين حلفائنا، ومرشدينا، ومصادر إلهامنا. إن إرثها حيّ – في كل معركة تُخاض من أجل عدالة العلاج، في كل صوت يرتفع ضد الظلم.

كما خاطبت الحضور من الشباب قائلة: «قاوموا. لا تخافوا من الإزعاج. تمسّكوا بما يثير غضبكم. فهذا هو ما سيقودكم، دائمًا.»

(GSIPA2M2025)