يشمل تصنيف برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية والإيدز لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا البلدان التالية: الجزائر والبحرين وجيبوتي ومصر وإيران والعراق والأردن والكويت ولبنان وليبيا والمغرب وعمان والأرض الفلسطينية المحتلة وقطر والمملكة العربية السعودية والصومال والسودان وسوريا وتونس والإمارات العربية المتحدة واليمن.

معدلات الإيدز في منطقة الشرق الاوسط وشمال أفريقيا هي الأدنى في العالم:

شمال أفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط تسجل أدنى معدلات انتشار فيروس نقص المناعة البشرية في العالم نقيضاً لجنوب أفريقيا. 230 ألف شخص يعيشون مع هذا الفيروس في منطقة الشرق الأوسط في العام 2015 وهناك 21 ألف إصابة جديدة بالفيروس و12 ألف حالة وفاة نتيجة الفيروس في نفس العام. رغم ذلك، فإن هناك قلقاً حيال تزايد هذه المعدلات في تلك المنطقة، ومنذ عام 2001 تزايدت هذه المعدلات بنسبة 35%. وبين عام 2005 وعام 2013، ارتفعت معدلات الوفيات المرتبطة بالإيدز بنسبة 66٪ مقارنة مع انخفاضها في جميع أنحاء العالم بنسبة 35.3%. ويعود ذلك إلى حد كبير لحقيقة أن هذه المنطقة لديها أدنى تغطية علاج بمضادات الفيروسات القهقرية من أي منطقة في العالم. وعلى سبيل المثال، كشفت إحصاءات الحكومة المغربية عن تسجيل 12 ألفًا و98 حالة إصابة بالإيدز في المغرب حتى نهاية أيلول/ سبتمبر الماضي نصفهم من النساء. وتزداد الأعداد بمعدل ثلاث إصابات في اليوم. 37% من هذه الإصابات هي من النساء بينما 51% من الحالات تجهل إصابتها.”    طرق انتقال العدوى في هذه المنطقة تختلف بين البلدان، ففي إيران وليبيا والمغرب، على سبيل المثال، هناك انتشار أعلى بكثير عبر العدوى بالدم من العدوى عبر العلاقة الجنسية. وعلى سبيل المقارنة، يعتقد أن العلاقات الجنسية قد تكون غالباً وراء انتشار فيروس نقص المناعة البشرية في بلدان مثل جيبوتي وجنوب السودان وأجزاء من الصومال.

الجدير بالذكر أن 88 بالمائة من عدد حالات الإصابة في هذا الإقليم توجد في خمس دول فقط، هي إيران والسودان والصومال والجزائر والمغرب

وصمة العار تصيب الفئات المعرضة للخطر:

ولا توجد إحصاءات موثوقة تماماً بشأن معدلات الإصابة، بسبب وصمة العار المتعلقة بالسلوكيات التي تعرض الناس للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز في منطقة الشرق الأوسط، وحتى برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية والإيدز لا يقدم سوى نطاقاً يتراوح بين 160,000 و330,000 شخص مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية.

محدودية توافر العلاج المضاد للفيروسات القهقرية:

لقد أصبح العلاج المضاد للفيروسات القهقرية على المستوى العالمي متاحاً الآن لنحو 40 بالمائة من الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية، ولكن لا يحصل على العلاج سوى أقل من 20 بالمائة من المرضى في العديد من بلدان الشرق الأوسط، وهذا واحد من أدنى المعدلات في العالم وعامل مساعد في الزيادات الحادة في الوفيات المرتبطة بالإيدز، بحسب تقديرات برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية والإيدز.

وتجدر الإشارة إلى أن جيبوتي والمغرب هما الاستثناءان الوحيدان، حيث يوفر البلدان العلاج لما بين 20 و40 بالمائة من البالغين والأطفال المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية. كما يعتبر تهميش السكان المتضررين الأقل استعداداً وقدرة على التعبير عن مطالبهم بتوفير العلاج جزءاً من المشكلة. مع ذلك، وعلى الرغم من ضعف سجل المعالجة بشكل عام في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فإن بعض الحكومات، بما في ذلك المغرب وسلطنة عمان، قد حازت على الثناء لتوسيع نطاق برامج مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية الخاصة بها. كما تمت الإشادة بمنظمات المجتمع المدني في بلدان مثل تونس والمغرب ولبنان والجزائر لعملها في مجالات التوعية والدفاع عن حقوق المرضى. وعلى مستوى السياسات، أقر مجلس وزراء الصحة العرب الإطار الاستراتيجي العربي لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية والإيدز (2014-2020)، بعد اعتماد البرلمان العربي للاتفاقية العربية للوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية وحماية حقوق الأشخاص المصابين به في مارس 2012. وحتى البلدان المحافظة بشكل كبير، مثل المملكة العربية السعودية، لديها الآن برامج حكومية لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية.

تطورات إيجابية:

إنشاء الإئتلاف العالمي للإستعداد للعلاج بمنطقة شمال أفريقيا و الشرق الأوسط (ITPC MENA)؛ ومجموعة مينا روزا (MENA-Rosa)، وهي أول مجموعة إقليمية مخصصة للنساء المصابات بفيروس نقص المناعة البشرية، فضلاً عن ظهور مجموعات دعم المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسانية (LGBT)، باعتبارها بعض التطورات الأكثر إيجابية في السنوات الأخيرة.